العسر التعلمي هو اضطراب عصبي ـ تطوري محدد يتميز بصعوبات في التعلم وفي استخدام وتطبيق مهارات أكاديمية، في القراءة، في الكتابة، في الرياضيات، في أحد هذه المجالات أو في جميعها معاً. مستوى أداء الطالب في هذه المهارات يكون عادة، بصورة بارزة وقابلة للقياس، دون المستوى المتوقع من جيله، من مستوى ثقافته/ تعليميه ومن مستوى ذكائه، ويعيق (هذا الاضطراب) أداء الطالب في المدرسة بصورة كبيرة.
يتم تعريف هذا الاضطراب وتشخيصه عندما يستمر لفترة ستة أشهر على الأقل، بالرغم من التدخل الأكاديمي/ التعليمي والعلاج الملائم له.
هذا الاضطراب لا يزول وإنما يرافق الإنسان طوال حياته، بأشكال مختلفة وبمستويات مختلفة من الأداء. ثمة لهذا الاضطراب درجات مختلفة من الحدة، تتراوح ما بين الخفيفة وحتى الحادة/ الخطيرة.
الاضطرابات التي يشملها العسر هي:
عُسر القراءة (دِسلِكسيا):
يتجسد هذا الاضطراب في قراءة كلمات بصورة غير دقيقة وغير صحيحة أو بطيئة وبمجهود كبير، مثلا: يقرأ الطالب كلمات قليلة بصوت مرتفع وبصورة غير دقيقة، أو ببطء وبتردد، وأحيانا كثير يتكهن الكلمات، يجد صعوبة في لفظ نغمات الكلمات؛ كما يتجسد، أيضا، في صعوبة فهم ما يقرأ، مثلا: قد يقرأ نصاً بصورة صحيحة ودقيقة تماما، لكنه لا يفهم ترابطها، العلاقة بينها، معانيها واستنتاجاتها.
عُسر الكتابة (دِسغرافيا):
يتميز هذا الاضطراب بصعوبات في الكتابة وبقدرة متدنية على كتابة نص، ويتجسد في واحدة أو أكثر من الصعوبات التالية: صعوبات في التهجئة، مثلا: قد يضيف، يحذف، أو يستبدل الأصوات الساكنة أو الحركات؛ صعوبات في التعبير الكتابي، مثلا: يرتكب أخطاء كثير في التنقيط أو في النحو في داخل الجُمل والتعبير الكتابي عن أفكاره ليس واضحاً.
عُسر الحساب (دِسكالكوليا):
يتجسد هذا الاضطراب في صعوبات بفهم دلالات الأرقام، الحقائق الرقمية أو العمليات الحسابية، مثلا: لدى الطالب فهم متدنٍ للأرقام، قوتها والعلاقات ما بينها؛ يعدّ بواسطة الأصابع عندما يُطلَب منه إضافة أرقام أحادية المنزلة بدلا من تذكُّر حقائق حسابية، مثلما يفعل أبناء سنه؛ “يضيع” في منتصف عملية حسابية بسيطة وقد يقلب الإجراءات والعمليات الحسابية؛ صعوبات في التفكير الرياضي / الحسابي، مثلا: صعوبات حادة في تطبيق مصطلحات حسابية، حقائق أو عمليات في حل مسائل كميّة.